الحرائق في الساحل السوري
يوليو 11, 2025 4788

الحرائق في الساحل السوري

حجم الخط

يشهد الساحل السوري منذ 30 حزيران/ يونيو 2025 حرائق كبيرة، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية لإخمادها فإن بعض النقاط ما تزال نشطة، وسط شكوك بافتعالها أو بعض البؤر فيها، التي وصل عددها إلى 10 نقاط في محافظتَي اللاذقية وطرطوس،    

سجّلت محافظة اللاذقية 17 حريقاً، شملت عدة قرى وبلدات منها وادي باصور وشلف وكفرتة واسطامو، وأطراف والمشرفية، ووريثة الحجل وعين اللبن، وحميم ورأس العين وفنجرة والدغمشلي والرقيق والعيدو، وبسيسين، واللواء العسكري 107. وفي محافظة طرطوس، سجلت حرائق في قريتَي النقيب والغنيمة، إلى جانب حريقين آخرين في ريف حماة على الطريق بين قبر فضة والرصيف.    

توسعت الحرائق وخرجت عن السيطرة في مدن الساحل السوري بتاريخ 3 حزيران/ يوليو 2025، في غابات جبلية تقع شمال اللاذقية حيث اندلعت الحرائق في الغابات المحيطة بقرية قسطل معاف التي استطاعت فِرَق الإطفاء إخمادها في 11 تموز/ يوليو.    

بُؤَر الحرائق في الساحل السوري ليست ثابتة، بل كانت متغيرة لعدة أسباب متداخلة، بعضها طبيعي والآخر بشري حيث أدى تغيُّر اتجاه الرياح وسرعتها إلى انتقال اللهب من منطقة إلى أخرى بسرعة بفعل التيارات الهوائية المنحدرة.    

خريطة الحرائق في الساحل السوري-01

 

أبرز الحرائق النشطة بين 6 و9 يوليو 2025 كانت في مناطق جبلية وعرة وتتميز بتضاريس شديدة الانحدار، وتلال مرتفعة، ووديان عميقة، مما تسبب في إعاقة وصول فرق الإطفاء إلى مراكز الحرائق. كانت هناك 3 محاور رئيسية للحرائق، وهي محور قسطل معاف، ومحور ربيعة، ومحور الغسانية والكشيش. وقد انتشرت الحرائق من محور قسطل معاف إلى سرايا والمزرعة وبيت صبيرة والخضراء والرمادية والمحمودية والحبشة وبسقيين والحسينية وبيت عوان والميدان والشقراء وبيت حليبية ودرويشان وبيت قدار والتفاحية، لتتوسع الحرائق بسرعة، وواصلت فِرَق الإطفاء العمل للسيطرة عليها ومنع توسُّعها، وأحرزت في 11 تموز/ يوليو اختراقاً في إخماد الحرائق في هذا المحور، وقدرت المساحة المحروقة حسب مديرية الزارعة في اللاذقية بـ 6 آلاف هكتار، صرّح وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح أنّ الحرائق دمرت مئات الآلاف من الأشجار الممتدة على نحو 10 آلاف هكتار.    

شاركت 62 فرقة من الدفاع المدني السوري وفِرَق الإطفاء في إخماد الحرائق إلى جانب فِرَق من الهلال الأحمر السوري، وعملت تلك الفِرَق على تقديم الإسعافات الأولية للمصابين بحالات اختناق والمساعدة في تأمين المياه عبر صهاريج لإطفاء الحرائق.    

شاركت تركيا أيضاً في جهود إخماد الحرائق وأرسلت 11 آلية وطائرتين مروحيتين لمساعدة فِرَق الإطفاء السورية، وكذلك أرسلت الأردن طائرتين ومركبات إطفاء وطواقم متخصصة للمشاركة بجهود إخماد الحرائق، وشاركت لبنان بطائرتَيْ إطفاء للحرائق، وأيضاً ساهمت قبرص في الجهود الإقليمية لإخماد الحرائق الحراجية في سوريا.    

لم تكن جميع بُؤَر الحرائق حوادث بفعل الطبيعة، بل بعضها بفعل البشر، ويُتوقّع أن فلول النظام تقف وراءها، لزيادة حجم المناطق المشتعلة وإشغال الحكومة السورية فيها، في سلوك ممنهج استخدم فيه سلاح غير تقليدي لتدمير البيئة وضرب البِنْية الاجتماعية وخلق حالة من الفوضى الأمنية في مدن الساحل، لا سيما مع وجود تأجيج للخطاب الطائفي على منصات التواصل الاجتماعي من قِبَل حسابات محسوبة على الفلول، وتحويل الحدث البيئي إلى ساحة لتبادُل الاتهامات بين مكوِّنات الشعب السوري.    

 

للاطلاع على بقية الخرائط  كاملة  ( انقر هنا )     
 

الباحثون