في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها بعض المناطق السورية، والتي قد تشكل تهديداً للسلم الأهلي وتعيق فرص الاستثمار، نظم مركز جسور للدراسات جلسة حوارية بعنوان: "تأثير الاستقرار والسلم الأهلي على الفرص الاستثمارية في سوريا"، وذلك مساء الخميس 24 تموز/يوليو 2025، بمقر المركز في مدينة دمشق. 

استضافت الجلسة الباحث الاقتصادي والمحاضر الأكاديمي الدكتور حسن غرة، إلى جانب نخبة من الباحثين والفاعلين في المجتمع المدني والقطاع الاقتصادي. افتتحت الجلسة بمناقشة المنتدى السوري السعودي الأول للاستثمار، الذي عقد في اليوم ذاته، حيث تناول المشاركون مدى جهوزية سوريا لتكون بيئة جاذبة للاستثمار، وأكدوا على رغبة الدول الإقليمية في دعم استقرار سوريا كمدخل لتعزيز التعاون الاقتصادي. 

بدوره أشار الدكتور حسن غرة إلى أهمية البدء باستثمارات منخفضة المخاطر، وعلى رأسها الاستثمار في القطاع الزراعي، داعياً إلى تفعيل مشاريع استصلاح الأراضي الزراعية. كما نوه إلى التطور الملحوظ في القطاع التكنولوجي، ما يجعله مجالاً واعداً للاستثمار في المرحلة المقبلة. 

من جانبهم شدد بعض الحضور على ضرورة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، نظراً لمرونتها وقدرتها على التكيف مع التحديات وتقليل المخاطر. 

كما ناقشت الجلسة أهمية تعزيز الشفافية والحوكمة داخل المؤسسات الحكومية، وضرورة بناء قاعدة بيانات اقتصادية تتيح للمستثمرين فهم السوق المحلي واحتياجاته.  

بدوره أشار أحد الحاضرين إلى مدى توفر التشريعات المحفزة للاستثمار، خاصة في ظل الإجراءات البيروقراطية التي تعيق العمل في بعض المؤسسات الحكومية. 

في ختام الجلسة قدم الأستاذ حسن مجموعة من التوصيات، أبرزها التأكيد على أهمية توفير البيانات والمعلومات، والتي تعد اللبنة الأساسية في دعم المشاريع الاستثمارية، وإمداد المستثمرين بالمعلومات التي يحتاجونها. كما شدد على ضرورة تقديم معلومات دقيقة لدراسة سوق العمل، ومعرفة الموارد المتوفرة، وكيفية تحويل هذه الموارد إلى فرص استثمارية حقيقية في سوريا.